الإبحار نحو الموجة القادمة: التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الصناعة البحرية
"لم يعد دمج الأدوات الرقمية المتقدمة خيارًا؛ بل أصبح البوصلة التي توجه الأسطول البحري الحديث."

يشهد القطاع البحري العالمي — الذي يُعد شريان الحياة للتجارة الدولية — تحولاً عميقاً.

هذا التحول ليس مجرد تحديث، بل هو إعادة هندسة جوهرية تقودها عملية دمج التقنيات الرقمية.

بالنسبة للشركات الرائدة مثل الرويس للخدمات البحرية، تمثل هذه الموجة الرقمية فرصة لإعادة تعريف التميز التشغيلي والسلامة والكفاءة، بما يتماشى تماماً مع فلسفتها الأساسية المتمثلة في "الإتقان" (ITQAN) — السعي لتحقيق أعلى مستويات الجودة والكفاءة في الوقت المحدد.

لم يعد دمج الأدوات الرقمية المتقدمة خياراً؛

بل أصبح البوصلة التي توجه الأسطول البحري الحديث، حيث يعمل هذا التبني المتسارع على تحسين الكفاءة التشغيلية والسلامة على نطاق واسع، مما يضمن تقديم الخدمات بالدقة والسرعة التي يتوقعها العملاء.

الذكاء الاصطناعي (AI): محرك العمليات الذكية

ينتقل الذكاء الاصطناعي من كونه مفهوماً نظرياً إلى أداة عملية لا غنى عنها في العمليات البحرية.

ويتم استخدامه اليوم لمعالجة عدة تحديات رئيسية:

• تحسين المسارات البحرية

من خلال تحليل مجموعات البيانات الضخمة لأنماط الطقس، والتيارات، وكثافة الحركة، يمكن للذكاء الاصطناعي حساب المسارات الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود والأسرع زمنياً.

وهذا يترجم إلى خفض تكاليف التشغيل — وهو عنصر محوري في تقديم خدمات بتكلفة معقولة.

• الصيانة التنبؤية

بدلاً من جداول الصيانة التقليدية، يراقب الذكاء الاصطناعي حالة الآلات في الوقت الفعلي عبر بيانات المستشعرات، ويتنبأ بالأعطال المحتملة قبل وقوعها.

هذا يحدّ من التوقفات المفاجئة ويضمن قدرة الرويس على الحفاظ على التزامها بتقديم خدمات سريعة وذات جودة عالية.

• تجنب الاصطدام وتعزيز السلامة

تعالج أنظمة الذكاء الاصطناعي بيانات الرادار ونظام AIS والبيانات البصرية لتقديم وعي ظرفي دقيق، مع نصائح فورية للأطقم، بل وتنفيذ مناورات ذاتية لتجنب الاصطدام.

وهذا يعزز معايير السلامة والمساءلة بشكل كبير.

إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة: معلومات آنية في عرض البحر

يُعد إنترنت الأشياء (IoT) الجهاز العصبي للسفينة الحديثة.

فانتشار المستشعرات في السفن والأصول البحرية يخلق تدفقاً مستمراً من البيانات الضخمة، مما يحول كل جزء في المنظومة إلى مصدر للمعلومات القابلة للتنفيذ.

هذه البيانات تُمكّن الرويس للخدمات البحرية من:

1. الشفافية والنزاهة

تقديم بيانات دقيقة وقابلة للتحقق حول الأداء والامتثال.

2. المرونة التشغيلية

الاستجابة الفورية لأي حالة شاذة، بما يعكس سرعة واستباقية عمليات الشركة.

3. الإشراف البيئي

التحكم الدقيق في الانبعاثات ودعم الممارسات المستدامة.

الموانئ الذكية والأتمتة: تحسين النظام البحري بالكامل

يمتد التحول الرقمي ليشمل الموانئ الحديثة، والتي أصبحت بيئات ذكية تعتمد على:

الأتمتة

الروبوتات

الذكاء الاصطناعي

والهدف هو:

• تحسين مناولة البضائع

• إدارة تدفق الحركة بكفاءة

• تقليل أوقات دوران السفن بشكل كبير

هذا التطور يضمن لعملاء الرويس سلاسل إمداد سلسة، موثوقة، وسريعة.

كما أن التكامل بين السفن الذكية والموانئ الذكية يمثل الصورة الكاملة لرضا العملاء، مدفوعاً بشغف الشركة لتقديم حلول بحرية .عالمية المستوى

تحديد المسار للمستقبل

في الرويس للخدمات البحرية، نؤمن بأن مستقبل الصناعة البحرية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالابتكار الرقمي.

ومن خلال تبني الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والأتمتة، فنحن لا نواكب التطور فحسب—

بل نقود اتجاهه.

التزامنا بـ الإتقان يضمن أن كل حل رقمي نعتمده يهدف إلى تحقيق أعلى مستويات:

الجودة

الكفاءة

السلامة

لعملائنا في قطر وخارجها.

لقد وصل العصر الرقمي…

والرويس للخدمات البحرية مستعدة للإبحار فيه بثقة.

---

بقلم:

م. وائل الهبّاش

ماجستير في التكنولوجيا البحرية