حقل الشمال .. درة الغاز في العالم

ثبتت قطر مكانتها في صدارة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال،  وكشفت التقارير العالمية لمنتجي الغاز أن قطر استحوذت على حصة نسبتها 21 بالمائة من سوق الغاز العالمي من الصادرات خلال العام الماضي . 

ووقعت قطر للطاقة أكبر واطول اتفاقية في تاريخها مع مؤسسة الصين للبترول والكيماويات «سينوبك» لتوريد 4 ملايين طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال إلى جمهورية الصين الشعبية لمدة 27 عاماً.

كما وقعت عددا من العقود لتوسيع حقل الشمال الشرقي للغاز، وبذلك تكون المرحلة الأولى لرفع إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال إلى 110 ملايين طن؛ أي بنسبة زيادة 43 بالمئة قد دخلت طور الإنجاز الفعلي لتضرب خطوط الإنتاج الأربعة الجديدة موعدًا مع العام 2025 تاريخ بداية الإنتاج.. 

ومع الانتهاء من مشروع توسعة حقل الشمال والمكون من الجزئين الشرقي والجنوبي ، الذي يعتبر الأكبر في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال في العالم فأن صادرات قطر سترتفع 48 مليون طن سنوياً مما يرفع الطاقة الإنتاجية لدولة قطر من الغاز الطبيعي المسال إلى 126 مليون طن سنوياً عام 2026 . 

ويتميّز هذا المشروع الفريد بأعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة، بما في ذلك التقاط وحجز الكربون الهادفة إلى خفض بصمة المشروع الكربونية الإجمالية إلى أدنى مستويات ممكنة.

 وقطر هي صاحبة ثالث أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم وتبلغ 24.7 تريليون متر مكعب، بعد كل من روسيا وإيران، بينما تأتي الولايات المتحدة في المركز الخامس بـ 12.6 تريليون متر مكعب.

وكانت شركات توتال إنرجيز وإكسون موبيل و «كونوكو فيليبس» وإيني وشل قد فازت في وقت سابق من العام الماضي بعقود تطوير حقل الشمال الشرقي الذي تبلغ تكلفة استثماراته نحو 28.75 مليار دولار. وحقل غاز الشمال هو حقل غاز طبيعي يعد أكبر حقل غاز بالعالم، حيث يضم 50.97 تريليون متر مكعب من الغاز. وتبلغ مساحة الحقل نحو 9700 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف في مياه قطر الإقليمية، واكتشف الحقل عام 1971 وبدأ الإنتاج فيه عام 1989. وتؤكد وكالة الطاقة الدولية «‏IEA»‏ أن الحقل يحتوي على ما يقدر ب51 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ونحو 50 مليار برميل (7.9 مليار متر مكعب) من مكثفات الغاز الطبيعي.

وتمتلك قطر حاليًا قدرة تسييل اسمية تبلغ 77 مليون طن سنويًا، تلي قدرة أستراليا التي تبلغ 88 مليون طن سنويًا.

 وذكرت تقاريرُ اقتصادية أنَّ قطر تتوقع حصد إيرادات إضافية بقيمة 40 مليار دولار، بمجرد أن تستكمل الجزء الأول من مشروع توسعة إنتاج الغاز الطبيعي 2025، وذلك مع زيادة إنتاجه إلى 110 ملايين طن بحلول عام 2026.

وتغطي العقود تشييد 4 خطوط عملاقة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بسعة 8 ملايين طن سنويا لكل منها، ومرافق معالجة الغاز واستعادة سوائله، ومرافق استخراج الهيليوم وتكريره في مدينة راس لفان الصناعية.

وقالت الشركة إن المشروع سيرفع الطاقة الانتاجية لدولة قطر من الغاز المسال إلى 110 ملايين طن سنويا بحلول العام 2025، من 77 مليون طن حاليا.

وتوقعت أن ينتج المشروع كميات كبيرة من المكثفات، وغاز البترول المسال، والإيثان، والكبريت، والهيليوم ، وأوضحت الشركة أنه «من المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل نهاية عام 2025، وأن يصل إجمالي الإنتاج إلى حوالي 1.4 مليون برميل نفط مكافئ يوميا».

ويؤكد سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة، الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة المهندس سعد بن شريدة الكعبي إن «التكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى حوالي 105 مليارات ريال  (حوالي 28.8 مليار دولار)، ما يجعله أحد أكبر استثمارات صناعة الطاقة خلال الأعوام القليلة الماضية». واصفا المشروع بانه «أكبر مشاريع الغاز الطبيعي المسال على الإطلاق، وأكثرها تنافسية». كما إن المشروع «يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني لقطر بعائدات مالية ضخمة على مدى عشرات السنين، كما سيكون لأعمال الإنشاءات وغيرها من الأنشطة المرتبطة بتنفيذ المشروع أثر كبير في تحفيز النشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات المحلية». وقالت الشركة إن المشروع يمثل المرحلة الأولى من التوسعة المخطط لها في إنتاج الغاز الطبيعي المُسال في قطر، ويتبعه مشروع توسعة الإنتاج من القطاع الجنوبي لحقل الشمال كمرحلة ثانية.

وتتوقع الشركة بدء الإنتاج في القطاع الجنوبي عام 2027، وسيرفع الطاقة الإنتاجية لقطر من 110 ملايين طن غاز مسال سنويا، إلى 126 مليون طن

كما أبرمت قطر للطاقة عقود بناء واتفاقيات تأجير وتشغيل 60 ناقلة للغاز الطبيعي المسال كجزء من برنامجها التاريخي لبناء السفن لدعم مشاريع توسعة حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي، مع توقع زيادة العدد إلى حوالي 100 ناقلة في المستقبل, وعندما اكتشف مهندسو التنقيب الغاز الطبيعي قُبالة الساحل الشمالي الشرقي لدولة قطر في عام 1971، لم يكن أحد على إدراك تام بمدى أهمية ذلك الاكتشاف، ولم يتم التعرف على حجم وأهمية حقل الشمال القطري كأكبر حقل للغاز الطبيعي غير المصاحب في العالم إلا بعد حفر 15 بئراً تقييمياً على مدار 14 عاماً واكتشاف إحتوائه على كميات من الاحتياطي تزيد عن 900 ترليون قدم مكعب، أي ما يمثل حوالي 10٪ من الاحتياطي المعروف في العالم. 

مما يجعل دولة قطر صاحبة أكبر احتياطي للغاز في العالم بعد كل من روسيا وإيران، وسوف يستمر حقل الشمال في الإمداد بالغاز من اجل الإيفاء بالعديد من العقود المتجددة لبيع الغاز بكميات كبيرة لعشرات السنين القادمة. 

ويقع حقل الشمال قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقطر، ويغطي مساحة تتجاوز 6 آلاف كيلومتر مربع، أي ما يعادل حوالي نصف مساحة أراضي دولة قطر. ولقد مثل تطوير هذا المورد الطبيعي الكبير عاملاً هاماً في النمو الاقتصادي بدولة قطر. 

وتتم معالجة الغاز المنتج من هذا الحقل العملاق لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتحويل الغاز إلى سوائل وإنتاج سوائل الغاز الطبيعي، وذلك بالإضافة إلى الصناعات الأخرى المرتبطة بالغاز، ونقل الغاز عبر خطوط الأنابيب. 

تقع عمليات قطرغاز البحرية بالساحل الشمالي على بعد حوالي 80 كيلومتراً من المناطق البرية لدولة قطر، ويبلغ إجمالي الآبار بها 208 بئراً تمد 14 خطاً لإنتاج الغاز الطبيعي المسال و4 خطوط برية للغاز المعالج بحوالي 18.5 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز الحمضي، ويُنقل الغاز بالإضافة إلى المكثفات المصاحبة إلى المنشآت البرية عبر خطوط أنابيب تحت سطح البحر.

ويقع مجمع برافو ومجمع تشارلي بحقل الشمال واللذين بدأ تشغيلهما في عامي 1996 و1999 بالترتيب في قلب العمليات البحرية لقطرغاز، ويسهم المجمعان بحوالي 2.8 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز الجاف في إجمالي إنتاج الغاز من المنشآت البحرية. 

وبالإضافة إلى مجمعي برافو وتشارلي، يوجد 17 منصة بعيدة لرؤوس الآبار تنتج حوالي 15.7 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز الرطب من خلال 8 خطوط أنابيب تحت سطح البحر.

ويوجد جسر يربط بين المجمعين اللذين يشتملان على وحدات سكنية ومنصتين للإنتاج ومنصتين لفوهات الآبار ومنصة لتمديدات الحفر ومنصتين بعيدتين لفوهات الآبار تقعان على بعد حوالي 6 كيلومترات من المجمع الرئيس.

وينتج مجمع برافو 6 مليارات قدم مكعب من الغاز الطبيعي من 26 بئراً، كما يسهم مجمع تشارلي بكمية إضافية قدرها 1.2 مليار قدم مكعب يومياً من 15 بئراً حفرت بمكمن تحت قاع البحر، ويتم تجفيف هذا الغاز الرطب على منصات الإنتاج الخاصة بذلك، ثم ينقل من خلال خطوط الأنابيب التي يبلغ قطرها 32 بوصة من مجمعي برافو وتشارلي إلى خطوط الغاز الطبيعي المسال البرية الخاصة بهما. أما قطرغاز 2 فلديها 30 بئر إنتاج تقوم بالإمداد بكمية قدرها 2.9 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي الرطب يومياً إلى الخطين البريين الرابع والخامس، بينما تقوم كل من قطرغاز 3 وقطرغاز 4 على حدة بالإمداد بكمية قدرها 1.4 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي الرطب يومياً للخطين البريين السادس والسابع بالترتيب، ويبلغ العدد الإجمالي للآبار المشتركة بين المشروعين 33 بئراً. 

 تشغل العمليات البرية لقطرغاز موقعاً بمدينة راس لفان الصناعية على مساحة قدرها 7.8 كيلومتراً مربعاً، وتكونت المنشأة الأصلية من 3 خطوط فقط لمعالجة الغاز الطبيعي الناتج من المنشآت البحرية لتحويله إلى منتج تصديري يعرف بالغاز الطبيعي المسال، وتبلغ القدرة الإنتاجية لهذه الخطوط الثلاثة الأولى 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال يومياً.

ثم بدأت حقبة جديدة من الخطوط العملاقة، وذلك من خلال الأساليب التكنولوجية المتطورة، فقد بدأ تشغيل خطي قطرغاز الرابع والخامس في عام 2009 بقدرة إنتاجية قدرها 7.8 مليون طن سنوياً لكل منهما، ثم بدأ إنتاج خط قطرغاز العاشر في أواخر عام 2010 وتلاه خط قطرغاز السابع في مطلع عام 2011، وتبلغ القدرة الإنتاجية لكل منهما 7.8 مليون طن سنوياً.

وتشمل المنشآت البرية لقطرغاز 14 خطاً للغاز الطبيعي المسال، منها 6 خطوط عملاقة (تبلغ القدرة الإنتاجية لكل منها 7.8 مليون طن سنوياً)، وبالنسبة للغاز المعالج الذي يتم إمداد السوق المحلي به عبر خطوط الأنابيب فتقوم قطرغاز بتشغيل خطي غاز الخليج الأول والثاني للإمداد بحوالي ملياري قدم مكعب يومياً.

 للاطلاع على مصدر الخبر، يرجى الضغط (هنا)

تفاصيل الخبر

2023-06-19