أكد عبدالرحمن توتونجي، المدير التنفيذي لمجموعة "شيفت"، أن سوق العقارات القطري يواصل استقطابه للمستثمرين الأجانب خلال المرحلة المقبلة، رغم التقلبات التي شهدها بعد استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. وأوضح أن السوق مرّ بفترة تصحيح قصيرة ساهمت في الحفاظ على عوائد استثمارية جيدة، وهو ما انعكس في نتائج عام 2024 التي وصفها بـ"الناجحة"، نظراً للعوائد المالية المميزة التي سجلتها المشاريع العقارية في الدوحة، إلى جانب إطلاق مشاريع تطوير جديدة.
وأشار توتونجي، الذي شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لبنك "لشا"، إلى أن هذه المؤشرات الإيجابية عززت من ثقة المستثمرين الأجانب بالسوق العقاري القطري، خاصة مع الانفتاح السياحي الذي تشهده البلاد، وتحول العاصمة الدوحة إلى وجهة سياحية رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضاف أن تنامي أعداد الزوار من مختلف الجنسيات دفع العديد منهم إلى التفكير في التملك العقاري داخل الدولة، سواء بهدف الإقامة، أو الزيارة، أو حتى الاستثمار، مستفيدين من البيئة الفريدة التي توفرها قطر مقارنة بالأسواق الأخرى.
السياحة كمحرّك رئيسي للاستثمار العقاري
واعتبر توتونجي أن القطاع السياحي بات يشكل رافعة أساسية لجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع العقاري، متوقعاً أن يشهد عام 2025 تحسناً أكبر في أرقام الاستثمارات، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على صادرات الغاز الطبيعي. وأكد على الدور المحوري لتوسعة حقل الشمال في دعم هذه الرؤية مستقبلاً.
كما نوه إلى أن الجهود القطرية المستمرة في تطوير البنية التحتية السياحية وتعزيز مكانة الدوحة على خارطة السياحة العالمية، إلى جانب التسهيلات التي تُقدَّم لممارسة الأعمال، تسهم في زيادة فترات إقامة الزوار، مما يعزز فرص النمو في قطاعات العقارات والضيافة.
بيئة عمل متميزة في "شيفت"
وفي سياق آخر، أوضح توتونجي في حوار مع مجلة The Business Year أن مجموعة "شيفت" تواصل تركيزها على الاستثمارات وبناء ثقافة مؤسسية قوية عبر قطاعات متنوعة تشمل: الصناعات، التصميم، العقارات، الاستشارات، التجزئة، والمنصات الرقمية. وأكد حرص المجموعة على توفير بيئة عمل يشعر فيها الموظفون بالتقدير والدعم، ما يسهم في تحقيق النجاح طويل الأمد.
وأضاف أن ما يميز "شيفت" هو التزامها بتعزيز بيئة شمولية تشجع على النمو الشخصي والمهني، مشيراً إلى أن نحو 90% من موظفي المجموعة هم مغتربون، ما يرسّخ فلسفة اعتبار "شيفت" بمثابة "عائلة ثانية" لهم.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن هذه القيم ساهمت في تصنيف المجموعة بين أفضل 10 أماكن عمل في قطر، وضمن أفضل 30 مكان عمل للنساء، بفضل سياسات مرنة وثقافة الباب المفتوح التي تسمح بالتواصل المباشر بين الموظفين والقيادة العليا.