يجسد تفاصيل فرجان الدوحة القديمة تواصل تأهيل وإحياء فريج الأصمخ
يجسد تفاصيل فرجان الدوحة القديمة تواصل تأهيل وإحياء فريج الأصمخ

تُواصل هيئة الأشغال العامة «أشغال» أعمال تطوير وصيانة المباني الأثرية في فريج الأصمخ، ضمن مشروع منطقة الدوحة المركزية، حيث تشمل تلك الأعمال الحفاظ على طراز وطابع المباني والمنازل القديمة التي تعكس مشهد العمارة القطرية خلال النصف الأول من القرن الماضي، وتجسد مكونات فرجان الدوحة القديمة بجميع تفاصيلها. وينقسم تطوير منطقة الأصمخ إلى 3 مناطق، حيث تحتوي منطقة الأصمخ 1 على: قصر الدوحة، ومدرسة آمنة بنت وهب، والمبنى الثقافي الجالري، والمسجد والمبنى الثقافي، ومبان ثقافية ومسجد وقصر الشيخ فهد وبيوت الجفيري، وفندق الدوحة بالاس، فيما تضم الأصمخ 2 و3 عددًا من المباني التراثية والمساجد والبيوت القديمة التي تم إعادة إحيائها. يهدف مشروع تطوير فريج الأصمخ، ليكون مقرًا ومنطقة جذب للمواطنين والمقيمين والسياح، كما يساهم المشروع في توسيع نطاق المرافق السياحية والتجارية في المنطقة، لا سيما وأنه يجاور سوق واقف والنجادة ومشيرب، حيث من المتوقع أن يتحول إلى مزار سياحي مميز ويتيح للمواطنين والمقيمين والسياح الفرصة للتعرف على تفاصيل الحياة الاجتماعية في فرجان الدوحة القديمة، ما يخلق وجهة ثقافية تعكس جوانب مهمة من تاريخ الدوحة كما يهدف إلى تعزيز الهوية القطرية في نفوس النشء وتعريفهم بفرجان الأجداد.

وبعد افتتاح فريج الأصمخ سيكون من المرافق السياحية التي تجمع بين أصالة الماضي ومميزات الحاضر، حيث اهتمت الجهة المنفذة للمشروع بإعادة إحياء البيوت القطرية القديمة في المنطقة والتي تتميز بنمط تقليدي معروف من حيث التصميم، حيث حافظت على القيمة والمشهد المعماري لها، ومنها توسط الحوش للبيت، ونظام الغرف الموزعة في محيطه، بالإضافة إلى المجلس المنفصل الذي يراعي توفير الخصوصية لسكان تلك البيوت، فضلًا عن السطح الذي يتميز بسور مرتفع لتوفير الخصوصية عند اتخاذه مكانًا للجلوس من قِبل الأسرة القطرية قديمًا.

وراعت الجهة المنفذة أثناء إعادة تأهيل البيوت القديمة، استخدام مواد البناء التقليدية وتعزيزها بمواد حديثة لضمان بقائها لأطول مدة ممكنة، فضلًا عن تركيب أبواب خارجية من الخشب الصلب في جزء من البيوت، وجزء آخر استخدمت فيه أبواب فولاذية ذات تصميمات قديمة، بالإضافة إلى نوافذ خشبية وحماية معدنية في محاكاة واقعية للبيت القطري القديم، وبالنسبة للأسقف اهتمت الجهة المنفذة ببناء أسقف خشبية تتوافق مع أسلوب البناء القطري القديم، حيث تتكون من خشب الدنجل مع جريد النخل لتغطية السقف الذي يشكل طبقة عزل بهدف تقويته ومنع تغلغل المياه من خلاله، كما استخدمت في تصميم الغطاء الخارجي للأسوار والمبانى مادة الجص.

حرصت الجهة المنفذة للمشروع على الحفاظ على الأشجار المعمرة الواقعة داخل بيوت الفريج وفي الشوارع، وهي خطوة من شأنها التأكيد على الاهتمام الذي توليه بالأشجار الواقعة ضمن المشاريع وتجنب إزالتها، ما يعزز من مفهوم دورها في نشر الوعي حول أهمية زراعة الأشجار وحماية البيئة والحفاظ عليها.

وغطت الجهةُ المنفذة، أرضيات شوارع و«سكك» و«دواعيس» فريج الأصمخ بالجرانيت لإعطاء المنطقة طابعًا خاصًا بحيث يشعر الزائر بأنه يسير في منطقة تاريخية مميزة تحوي جميع مكونات فرجان الدوحة القديمة، فضلًا عن تأهيل البراحات والساحات المنتشرة بالمنطقة وتركيب عددٍ من أعمدة الإنارة والمقاعد وتوفير جميع المتطلبات التجميلية وخاصةً الأشجار.

وشهد أيضًا المشروع تطوير شارعي الأصمخ وعبدالعزيز بن أحمد، حيث حرصت الجهة المعنية على إعادة ترميم وتأهيل المباني الواقعة على واجهة الشارعين وتجديد للطبقة الإسفلتية في شارع الأصمخ، فيما قامت بأعمال تركيب الجرانيت في أرضية شارع عبدالعزيز بن أحمد.

وتأتي أعمال إعادة إحياء فريج الأصمخ انطلاقًا من رؤية قطر الوطنية 2030، حيث إنَّ التقدم والتطور لا يأتيان إلا بالمحافظة على الهُوية القطرية، وأيضًا التوعية بأهمية الأماكن التراثية ودورها في السياحة القطرية والتعريف بالتراث القطري الأصيل لكافة الفئات المُجتمعية داخل الدولة، بالإضافة إلى تعزيز هُويتنا وحضارتنا العريقة ونقلها للأجيال القادمة، خاصةً أن المباني والفرجان القديمة تمثلان ثروة وطنية تربط الأجيال القادمة بتاريخ الأجداد، ما يعد سجلًا حيًّا لتاريخ الوطن، فضلًا عن أن ذلك مصدر للإلهام والمعرفة بماضي قطر.

ويقع مشروع تطوير فريج الأصمخ ضمن أعمال مشروع تطوير وتجميل وسط الدوحة، حيث يهدف إلى خلق بيئة صحية ومجتمعية وثقافية تُساهم في تشجيع المُواطنين والمُقيمين على اتباع نمط حياة صحي، فضلًا عن تحويل المسار لوجهاتهم إلى رحلة ممتعة، وذلك من خلال توفير وسائل تنقُّل صديقة للمشاة كمسارات ومعابر المشاة، ما يشجِّع الزوَّار على استخدام وسائل المواصلات المختلفة، كما يعزز ذلك حركة المشي من خلال ربط كافة المراكز الحيوية في المنطقة، وسيساهم تطبيق الرؤية الكاملة للمنطقة في تعزيز هُوية موروث دولة قطر التاريخي والثقافي واحترام البيئة الطبيعيَّة للدولة.

وشملت الأعمالُ تطويرَ وتجميل الشوارع الرئيسية والأحياء الداخلية بوسط الدوحة، وتركيب أعمدة إنارة وأثاث، وتنفيذ معابر مشاة ومسارات مشتركة للمشاة والدراجات الهوائية، بالإضافة لأعمال التشجير والتجميل.

كما ساهمت مشروعات تطوير وتجميل وسط الدوحة بتوفير مرافق سياحية جديدة، جاذبة وحيوية، حيث تتضمن استراحات ومقاعد وأكشاكًا وشاشات عرض وأعمالًا فنية تجميلية، ما أسهم في تشجيع الزوار على التفاعل في المكان والاستمتاع بالمنظر العام.

 للاطلاع على مصدر الخبر، يرجى الضغط (هنا)